هل الإنسان مصير ام مخير؟؟؟
فتوي للشيخ/ محمد بن جبرين
الإنسان مخير و مسير ، وذلك أن الله تعالى قد عليه ما يقع منه وما يفعله ، وهو مع ذلك أعطاه قدرة واستطاعة بها يزاول الاعمال ويختار ما يفعله مما يثاب عليه أو يعاقب ، والله تعالى قادر على أن يرده إلى الهدى ، ودليل ذلك قوله تعالى : {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ} [سورة الزمر :36-37] ، وفي الحديث : « اعملوا فكل ميسر لما خلق له » ، وقرأ قوله تعالى : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [سورة الليل :5-7] ، فأثبت له عملا وهو العطاء والتقوى والتصديق ، وأخبر بأن الله تعالى هو الذي يسره وأعانه وقواه ، فلو شاء لأضله وسلط عليه من يصرفه عن الحق ، فهو الذي يهدي من يشاء فضلا ورحمة ، ويضل من يشاء عدلا ونقمة . ومذهب أهل السنة أن ما يقع من المعاصي والمخالفات كلها بإرادة الله تعالى ، الإرادة الكونية القدرية ، بمعنى أن الله خلقها وأوجدها مع أنه يكرهها ، ولا يحب أهلها ، بل يعاقبهم عليها ، فتنسب إلى العبد الذي عملها وباشرها ، ويوصف بأنه مذنب أو كافر أو فاجر أو فاسق ، ومع هذا فإن الله تعالى هو الذي قدرها وكونها ، فلو شاء لهدى الناس جميعا ، فلله الحكمة في خلقه وأمره ، فلا يكون في ملكه ما لا يريد . وقد ذهب المعتزلة إلى إنكار قدرة الله تعالى على أفعال العباد ، بل عندهم العبد هو الذي يضل ويهتدي ، فقدرته أقوى من قدرة الرب !! وخالفهم الجبرية ، فبالغوا في إثبات قدرة الرب ، وسلبوا العبد قدرته واختياره ، وجعلوه مقسورا لا حركة له ولا اختيار !! وتوسط أهل السنة فقالوا : إن للعباد قدرة على أعمالهم ، ولهم إرادة تمكنهم من فعلها ، والله تعالى خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم ، حتى لا تبطل شريعة الله وأمره ونهيه ، ولا ينفي فعله وعموم قدرته لكل شيء .. والله أعلم .