السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبرني
ماذا ترى في هذه الصورة ؟
يا ترى
هل ترى بحر وسحاب وشمس في وقت الغروب ؟
إن كنت ترى هذا وفقط فانت قاصر النظر
أنا أريدك أن تغوص في اغوار هذه الصورة
أن تجعل لها معنى يوافق إحساسك وشعورك
إن هذه الصورة تقول
لا يزال هناك بصيص أمل
ما زال شعاع في الأفق
ما زالت هناك فرصة
ها نحن في شعبان
ذاك الشهر الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه " شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه كثير من الناس "
ذلك الشهر الذي كان يصوم النبي أكثره
هذا الشهر الذي يكون بمثابة الاعداد الحقيقي لشهررمضان موسم البركات والرحمات
ثم ها قد اقترب رمضان بأنواره وإشراقاته الجميلة
فاللهم بلغنا رمضان
الشاهد
أنه ما زالت الفرصة سانحة لمن يريد الاستقامة
إنه شهر رمضان
موسم الطاعات
موسم الأمة
ذاك الشهر الذي ما كان يجتهد النبي في غيره مثل ما يجتهد فيه
وهذا الشهر الي شرفه الله بنزول القرآن فيه " شهر مضان الذي أنزل فيه القرآن "
وهذا الشهر الذي فيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر
هذا الشهر اذي من صامه وقامه وصام ليلة القدر وقامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
ذلك الشهر اذي في كل يوم وليله منه عتقاء من النار
وإن للصائم دعوة عند الافطار لا ترد
وإن للصائم فرحتان ن إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقى ربه فرح بصومه
فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فيقول الصيام أي رب منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه فيشفع فيه ، ويقول القرآن أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفع فيه
إنه شهر رمضان
أستنشق عبير زهوره وفيح نفحاته وشذى وروده
وألمس قطر نداه وأشعر بفرحة عارمة لانه يقترب شئ فشئ ، لكني أرتعد في نفس الوقت خوفا أن لا أكون مستعدا لاستقباله بالشكل الذي يليق .
كم أنتظر رمضان وكم أتمنى أن يكون رمضان العام كله ، وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم " لو يعلم الناس ما لهم فى شهر رمضان لتمنوا ان تكون السنة كلها رمضان "
وحقيقة الايام مرت سريعا
تمر بنا الأيام تترى وإنما ... نساق إلى الآجال والعين تنظر
ما أسرع الايام في طينا ... تمضي علينا ثم تمضي بنا
إن رمضان الماضي وكأني به كان أول أمس
مرت الايام سريعا وتفلتت من بين أيدينا
فمن يصدق أننا في شعبان
ومن يصدق أن الفارق بيننا وبين رمضان أيام قلائل " بلغنا الله واياكم رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلا "
إن أجمل ما في رمضان جماعية العبادة
وأيضا الشياطين مصفدة مغلولة
الاجواء مهيئة في أغلب الاحوال
قلة الشواغل والعوائق والعلائق
الاجتماع على الافطار و السحور
وما اجمل امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل الإفطار وتأخير السحور
تجد المسجد في الفجر غاص بالناس كأننا نصلي الجمعة
لا أنكر أن هذا يكون في أوائل الشهر ثم ما يلبث أن يقل العدد
لكن في جميع الاحوال فإنه في اخر رمضان يفوق ما بعد رمضان بأضعاف الاضعاف
صلاة التراويح التي يجتمع عليها تقريبا كل الناس في أوائل رمضان ، ويقلون شئ فشئ
وهذا شئ محزن فالمفترض أنه كل ما مر يوم من رمضان أن نجتهد في اليوم الذي يليه أكثر وأكثر
وسبحان ربي الكريم الرزاق ، واسع الفضل والمنة
إن من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
وإن من الاشياء الجميلة في رمضان أيضا السماحة والخلق الحسن ، وإن كان هناك بعض الناس وكأن الصيام قيد عليهم يتعصبون ويتشنجون ويلوحون والحجة أنهم صائمون !
لا هذا ليس صياما
إنما الصيام إخبات وخضوع وذل لله وطاعة
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الصائم إذا سبه أحد فليقل " إني صائم "
فقط لا غير بلا عصبية و نرفزة أو اضطراب
إني صائم وفقط
فهكذا يكون الصائم في سكينة ووقار وحشمة
فالصيام يهذب الانسان ويشذبه
ويرقيه في المراتب ويعليه
فكل بحسب صيامه
ولرب صائم ما نفعه صومه وما ناله إلا الجوع والعطش
لانه لم يصم لله
بل صام عن الاكل والشرب فقط ولم يصم عن المحرمات
وعجبا له يصوم عن الحلال ويفعل الحرام ، ويفطر على الحرام
فأني لهذا من صيام ؟
رمضان رحلة الشتاء والصيف
فأين التاجر الماهر الذي يتربح أكبر ربح ممكن ؟
عزمة ..
هيا شمر عن ساعد الجد
فما هي إلا ايام
.......
هيا شاركونا الشجون قبيل قدوم رمضان