الحمد لله وحده ,والصلاه بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
*يستقبل بعض المسلمين شهر رمضان بالتبرم والانزعاج من قدومه، ويتمنوا سرعة انقضائه، فلا تراهم يفرحون بقدومه، ولا يخطر ببالهم فضائله وبركاته. فحري بالمسلم أن يستقبل شهر رمضان بكل فرح وشوق، وأن يعقد العزم على صيامه وقيامه وملئه بالأعمال الصالحة حتى يخرج من هذا الشهر وقد غفر ذنبه وحسن حاله.
*ومن الأخطاء جهل بعض المسلمين بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة وهذا خطأ لما صح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:
" إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"
وفي رواية: "وسلسلت الشياطين" رواه البخاري ومسلم.
*ومن الأخطاء أن بعض الناس لا يبيت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام فقد ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله:
" من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له " رواه النسائي.
*ومن الأخطاء أن بعضهم يتلفظ بالنية، وهذا خطأ بل يكفي أن يبيت النية في نفسه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" والتكلم بالنية ليس واجبا بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح " (الفتاوى ج25 ص275)
*ومن الأخطاء كذلك انشغال بعص الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب، وهذا خطأ فإنه يسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
"إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن" متفق عليه.
ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وتردد الآذان والله أعلم.
*ومن الأخطاء كذلك تأخير الإفطار، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" متفق عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
" بكروا بالإفطار وأخروا السحور" صحيح الجامع الصغير.
*ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار وبعد الإفطار، فمن السنة الدعاء عند الإفطار، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم–:
"ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر" (رواه أحمد وصححه الألباني)، ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان صلى الله عليه وسلم يقوله عن الإفطار:
" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " صحيح سنن أبي داود.
ومن الأدعية الواردة بعد الأكل والشرب:
"اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه" صحيح سنن الترمذي.
أو قوله:
"الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه غير مودع ولا مستغني عنه ربنا" صحيح سنن الترمذي.
أو يقول:
"الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة " صحيح سنن الترمذي.
*ومن المخالفات غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام بإفطارهم، فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم كان يقول:
"أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة" صحيح الجامع الصغير.
أو يقول: "اللهم أطعم من أطعمني واسقي من سقاني" رواه مسلم.
أو يقول: "اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم" رواه مسلم.
*ومن المخالفات عدم حرص بعض الصائمين على تطبيق السنة حال الإفطار فتراهم
لا يبالون بالبدء بالرطب أو التمر أو الماء فتراهم يؤثرون غيرها عليها مع وجودها أمامهم،
والسنة أن يفطر الصائم على رطب، أو تمر، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء.
*ومن الأخطاء تعجيل السحور وتأخير الإفطار أو عدم السحور البتة أو الاكتفاء بأكلة في
منتصف الليل، وهذا كله مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم، فمن المستحب أن يتسحر الصائم
قبيل طلوع الفجر لقوله صلى الله عليه وسلم:
" ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال
في الصلاة " رواه الطبراني.
*ومن الأخطاء عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر السن، والمستحب تعويدهم
على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه، خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع
بنت معوذ قالت: " فكنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على
الطعام أعطيناه، ذاك حتى يكون عند الإفطار" متفق عليه.
*ومن الأخطاء كذلك إصرار بعض المرضى على الصيام مع وجود المشقة، وهذا خطأ
فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر ويقضي
بعد ذلك، قال تعالى: ".. فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة
من أيام أخر" (البقرة : 185)
*ومن الأخطاء تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان، وربما ظن أن استعمال السواك يفطر وهذا خطأ قال صلى الله عليه وسلم:
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " متفق عليه.
قال البخاري رحمه الله: "ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره"، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين........ نسألكم الدعــاءوالسلام على من لا نبي بعده ,