سدنة الكعبة المشرفة.. توارثوا حمل المفتاح من العهد الجاهلي ولا يولون المهمة لطفل
مكة المكرمة - وائل اللهيبي:
كل المسلمين في العالم يتمنون أن يدخلوا إلى الكعبة المشرفة ويبقوا في القرب منها.. ولكن أصبح هذا الأمر صعبا جداً الآن.. ففي السابق كان يفتح باب الكعبة مرتين أو ثلاث مرات كل شهر لتكون متاحة أمام الجميع لدخولها.. ولكن مع تزايد أعداد الراغبين في دخول الكعبة أصبح من المتعذر الاستمرار في ذلك.. هذا ما يقوله لنا سادن الكعبة المشرفة الشيخ عبدالعزيز الشيبي الذي يكشف لنا بعض الأخبار عن الكعبة التي يود سماعها كل مسلم.
الشيخ عبدالعزيز الشيبي الذي يحمل الآن مفتاح الكعبة المشرفة في منزله بمكة المكرمة هو كبير السدنة.. ويعود أصل السدانة إلى أسرة بني شيبة من العهد الجاهلي وحتى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يتوارثها الأكبر فالأكبر سناً.
وتنتقل السدانة من شخص إلى آخر بالتوارث إذ ينتقل مفتاح الكعبة المشرفة إليه مباشرة ولا يشترط أن يكون السدان هو ابن السدان السابق فمن الممكن أن يذهب المفتاح إلى ابن العم وهكذا فالسن هو الذي يحدد السدان.
وعما إذا كان مفتاح الكعبة المشرفة يتغير بتغير الباب نفى الشيخ عبدالعزيز الشيبي ذلك قائلاً: حينما جرى تغيير باب الكعبة المشرفة في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ظل القفل والمفتاح كما هما دون تغيير في شكلهما أو تجديد لهما.
وعن وصف الكعبة من الداخل يقول الشيخ عبدالعزيز الشيبي: هي أرض عادية وبها ثلاثة أعمدة وسقف، وفي السابق كان هناك من يقدم هدايا للكعبة ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة وكانت تستخدم للغسيل وتباع إن كانت هناك حاجة لإصلاح شيء بالكعبة، لكن الآن وفي عهد حكومتنا الرشيدة اصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة تحظى باهتمام الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا.
وعن عملية استبدال ثوب الكعبة المشرفة يقول الشيخ الشيبي: كانت عملية تغيير ثوب الكعبة المشرفة تبدأ في اليوم السابع من ذي الحجة حيث نتسلم الثوب ونحمله إلى الحصوة ونبدأ عملية تشبيك أطرافها ثم لفها ونضعها في اليوم الثامن من ذي الحجة على سطح الكعبة لنبدأ في اليوم التاسع عملية انزال الثوب الجديد ونخرط الثوب القديم ونبدأ عملية خياطة البقش التي تستمر عادة حتى اليوم العاشر أو الثاني عشر من شهر محرم وهو ما يعني أن عملية استبدال الثوب تستمر لمدة شهر تقريباً وكان معظم أفراد الأسرة يشاركون في عملية استبدال الثوب إضافة إلى عدد من المتطوعين للعمل والعمال الذين يعملون معنا.
ويشير سادن الكعبة المشرفة إلى أنهم في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وبعد أن تم وضع مقام سيدنا إبراهيم في شكله الجديد استدعى الملك فيصل - يرحمه الله - أخاه الشيخ أمين - يرحمه الله - الذي كان سادناً للكعبة المشرفة ومنحه مفتاح المقام.
وعن دورهم في خدمة مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام يقول الشيخ الشيبي: نتولى عملية تنظيف المقام وتبخيره وعادة ما يكون فتح باب مقام إبراهيم محدداً للتنظيف فقط.
وينفي سادن الكعبة المشرفة الشيخ عبدالعزيز الشيبي ما يردده البعض من أن باب الكعبة المشرفة لا يفتح إلا بآل الشيبي حتى وإن كان طفلا صغيرا.
ويضيف: هناك الكثير من هذه الشائعات ولكن ردي عليها هل هناك أحد أخذ المفتاح وجرب عملية فتح باب الكعبة المشرفة؟ من المستحيل ذلك لأنه لم يأخذه أحد إطلاقاً ومن يأخذه سيكون ظالماً.
ويشير سادن الكعبة المشرفة الشيخ عبدالعزيز الشيبي إلى أن طول باب الكعبة يصل إلى 2,40م وعرضه 1,70م وهو مصنوع من الذهب الخالص وتتم عملية الفتح من قبل شخصين من السدنة إذ يتولى واحد إدخال المفتاح والآخر يجر القفل فالقفل في شكله عبارة عن مثلث.