في محاولة باهظة التكاليف لاستعادة مكانته كأحد أندية القمة في الدوري الإسباني لكرة القدم يخضع نادي فالنسيا لموجة تغييرات كبيرة وجذرية في صفوفه بعد المشاكل والنتائج السيئة التي عانى منها الموسم الماضي.
ومنذ أن تولى خوان سولير منصب رئيس النادي قبل أربعة أعوام توالى على تدريب الفريق خمسة مدربين بخلاف أربعة من مديري الكرة.
وفقد سولير شعبيته بشكل كبير الموسم الماضي الذي أنهاه الفريق في المركز العاشر بالدوري الإسباني رغم فوزه بلقب كأس ملك إسبانيا ليتنحى سولير عن رئاسة النادي لصالح صديقه الحميم أوغستين موريرا.
وحاول سولير بيع نصيبه من أسهم النادي والذي يمثل الحصة الأكبر من الأسهم ولكنه لم يجد مشترين ولذلك ظل صاحب النفوذ الأقوى في النادي.
وأثار سولير دهشة الجميع هذا الأسبوع بتعيينه رجل الأعمال المثير للجدل خوان فيالونغا مديراً عاماً للنادي ليتولى المهمة الثقيلة الخاصة بإعادة الانضباط إلى النادي من الناحية المالية والإشراف على عملية إنشاء الإستاد الجديد للنادي.
واشتهر فيالونغا بسوء السمعة في إسبانيا خلال تسعينيات القرن الماضي حيث كان رئيسا لشركة "تليفونيكا" العملاقة للاتصالات خلال فترة خصخصة الشركة.
واعترف فيالونغا بأنه لا يعلم شيئاً على الإطلاق عن كرة القدم وأنه يبحث عن خبير في الكرة لتنظيم الأوضاع الفوضوية في النادي.
وأشارت صحيفتا "ماركا" و"آس" الإسبانيتان الرياضيتان الجمعة إلى أن فيالونغا قرر تعيين المدرب المخضرم خافيير أزكارغورتا مديراً للكرة.
وكان المدرب الهادئ أزكارغورتا واحداً من أوائل المدربين الإسبان الذين عملوا في الخارج كما تولى سابقاً تدريب منتخبات الصين وشيلي وبوليفيا.
وسيكون أزكارغورتا الرئيس المباشر لخوان سانشيز المستشار الفني للفريق والذي تولى تدريب الفريق في نيسان/أبريل الماضي خلفاً للهولندي رونالد كومان الذي أقيل من منصبه ومساعديه كما سيكون أزكارغورتا مشرفاً على التركي أوناي إمري المدير الفني الجديد للفريق.
ومع تولي المدربين الثلاثة الأكفاء مسؤولية الفريق يكون السؤال الذي يشغل الجميع هو قدرتهم على انتشال فالنسيا من الفوضى وتراجع النتائج أو أن يدخلوا بالفريق إلى دوامة جديدة من المشاكل ويصبحوا مثل الطهاة الذين يفسدون الحساء.
وستكون المهمة الأولى التي يواجهها الثلاثي تقليص عدد اللاعبين في فريق متخم باللاعبين والذي يعاني عدم الاتزان حيث يبلغ عدد اللاعبين فيه حالياً 34 لاعباً ويعود عدد كبير من هؤلاء إلى الفريق الأسبوع المقبل بعد إعارتهم إلى أندية أخرى الموسم الماضي.
وأوضح سانشيز أنه سيتم بيع أو إعارة 13 أو 14 لاعباً مجدداً قبل التعاقد مع أي لاعبين آخرين، وبعدها سيقرر النادي موقفه من بيع ديفيد فيا وديفيد سيلفا نجمي المنتخب الإسباني في بطولة كأس الأمم الأوروبية أو الاحتفاظ بهم ضمن صفوف الفريق مع زيادة راتبيهما.
ومن المنتظر في ظل كل ذلك أن يكون الصيف الحالي طويلاً وساخناً وصعباً بالنسبة لفالنسيا.