عندما تنطلق فعاليات دورة الالعاب الاولمبية القادمة (بكين 2008) سيقيم البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في القرية الاولمبية (قرية اللاعبين) مجددا ولكنه لا يضمن مكانا للعداءة اليونانية إيكاتريني ثانو في نفس القرية.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) قال روج إن اللجنة الاولمبية الدولية لديها الحق في مراجعة أهلية مشاركة ثانو في فعاليات أولمبياد بكين بعد خروجها المخزي من أولمبياد أثينا 2004 بسبب تغيبها عن اختبار الكشف عن المنشطات المقرر لها عشية حفل افتتاح أولمبياد أثينا.
وأعرب روج عن خيبة أمله بسبب حالات تعاطي المنشطات التي اكتشفت حديثا في سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس) ولكنه قال إن اكتشاف هذه الحالات يؤكد فقط أن نظم الكشف عن المنشطات تعمل بكفاءة قبل العدد القياسي لاختبارات الكشف عن المنشطات والذي يبلغ 4500 اختبار في أولمبياد بكين.
وخيمت هذه الانباء عن حالات تعاطي المنشطات في تور دو فرانس بظلالها القاتمة على الاجواء داخل مقر اللجنة الاولمبية الدولية في لوزان بسويسرا وذلك قبل هذه المقابلة مع روج في مكتبه بمقر اللجنة.
وكانت هناك ورقة واحدة فقط على المنضدة الزجاجية أمام المقعد الموجود بالمكتب وهي تقرير انترنت بلجيكي عن الحالة الثالثة لتعاطي المنشطات والتي اكتشفت في تور دو فرانس والخاصة بالدراج الايطالي ريكاردو ريكو.
وتنهد روج قائلا "لا أشعر دائما بأنني بخير عندما أسمع بهذه الأنباء".
وكان إدراج اسم ثانو مطلع هذا الاسبوع ضمن القائمة المبدئية المؤقتة للبعثة اليونانية التي ستشارك في أولمبياد بكين شيئا آخر يثير خيبة أمل الجراح البلجيكي روج. وقال روج "إنه الخطاب الثاني الذي تلقيته أمس".
ولكن روج أكد سريعا أن ثانو لا يمكنها أن تضمن المشاركة ضمن بعثة بلادها في الالعاب الاولمبية بالصين التى تقام فعالياتها من الثامن إلى 24 آب/أغسطس المقبل وهي الحقيقة التي تدركها ثانو على ما يبدو حيث قالت سابقا "الامر لا يتوقف علي".
وقال روج إن اللجنة الاولمبية الدولية تواصل تحقيقاتها بشأن تغيب ثانو (ومواطنها كوستاس كينتيريس) عن اختبار الكشف عن المنشطات والذي كان مقررا لهما عشية يوم حفل افتتاح أولمبياد أثينا 2004 حيث ادعى الاثنان تعرضهما لحادث دراجة نارية تسبب في تغيبهما عن المنشطات.
وطلبت اللجنة الاولمبية الدولية منهما آنذاك الانسحاب من المشاركة في الدورة بدلا من طردهما واستبعادهما.
وقال روج "عندما سلمت ثانو تصريح مشاركتها في أولمبياد أثينا 2004 لم تعد لاعبة أولمبية ولذلك لم يكن أمامنا وسيلة لاتخاذ أي إجراءات إضافية بشأن تجريدها من أهلية المشاركة في الاولمبياد. ولكننا قلنا آنذاك أننا سنفحص أهلية ثانو للمشاركة في أولمبياد بكين".
وأضاف "ولذلك فإنه إذا أشركت اللجنة الاولمبية اليونانية ثانو ضمن البعثة اليونانية في أولمبياد بكين سندرس أهلية مشاركتها. لدينا الحق في القيام بذلك".
وقال روج "سندرس هذه الحالة في بكين حيث تجتمع اللجنة التنفيذية باللجنة الاولمبية الدولية يومي الثاني والثالث في آب/أغسطس المقبل قبل أن يدلي توماس باخ (رئيس اللجنة التأديبية) بتوصيته. وبعدها ستتخذ اللجنة التنفيذية قرارها".
وقد يتسبب ذلك التحذير الشديد في أن تستبعد اليونان ثانو من القائمة النهائية لبعثتها في أولمبياد بكين رغم تحقيقها للمعايير المطلوبة في التصفيات يوم الاثنين الماضي كما قضت اللاعبة بالفعل فترة الايقاف لمدة عامين بسبب انتهاكها لقواعد المنشطات في أولمبياد أثينا.
وتحقق اللجنة الاولمبية الدولية أيضا في وجود علاقة بين ثانو وفضيحة المنشطات الخاصة بمعمل (بالكو) الامريكي.
ورغم حالات تعاطي المنشطات التي اكتشفت حديثا في تور دو فرانس والتي أوضحت أن رياضة سباقات الدراجات ما زالت تعاني بشدة من آفة تعاطي المنشطات ما زال لهذه الرياضة مستقبل أولمبي.
وقال روج إن الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات كان صاحب المركز الثالث بين الرياضات الاولمبية فيما يتعلق بعدد اختبارات الكشف عن المنشطات (خلف الاتحاديين الدوليين لكرة القدم وألعاب القوى) كما بدأ في تطبيق قواعد أكثر صرامة لمكافحة المنشطات.
وقال روج "مسئولو الاتحاد الدولي لسباقات الدراجات ليسوا هم المذنبين وإنما يكون الذنب على الدراجين أنفسهم. نعتقد أنه ما زال هناك بعض الدراجين الامناء الذين لا يمكن عقابهم نظرا لوجود دراجين آخرين مخادعين".
وقال روج إنه أصيب بخيبة أمل لسقوط اثنين من الدراجين الشبان في اختبارات الكشف عن المنشطات في تور دو فرانس وهما ريكو /24 عاما/ والاسباني مويسي دويناس /27 عاما/ حيث تعاطيا مادة إيبو المنشطة.
وقال روج "تمنيت أن يتفهم المهتمون بسباقات الدراجات والعاملون في هذا المجال بشكل أفضل أن الوقت قد حان للتغيير. إنه شيء محزن لأنني مثل الجميع كنت أتمنى أن يجلب الجيل الجديد أجواء جديدة إلى اللعبة".
وتحدث روج بشكل عام أكثر قائلا "اللاعبون أنفسهم خلقوا وضعا ظالما للغاية" حيث يتم تقديم العديد من العروض الجيدة وسط شكوك بتعاطي المنشطات.
وقال روج إن اختبارات الكشف عن المنشطات التي ستجرى في أولمبياد بكين وعددها 4500 اختبار بعد أن كانت 3500 اختبار فقط في أولمبياد أثينا 2004 تؤكد على عدم سياسة اللجنة الاولمبية الدولية بعدم الصبر والتحمل تجاه المخادعين.
وقال روج "وفي النهاية ، أقول إن اختبارات الكشف عن المنشطات كانت تجرى بشكل كفء لأننا ورغم وصول حالات تعاطي المنشطات في أولمبياد أثينا إلى 26 حالة. لا أثق أيضا في أمانة الجميع رغم أن ذلك غير محتمل لسوء الحظ. ولكنني أعتقد أن الاختبارات الان أصبحت أكثر كفاءة".
ورغم ذلك يعتقد روج أن هناك بعض التحسن إذا تحقق على سبيل المثال ما أوضحته دراسة دنماركية نشرت نتيجتها حديثا بشأن الدقة في اختبارات الكشف عن مادة إيبو المنشطة.
وقال روج "سمعت عن تلك الدراسة وناقشتها مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا). وستدرس وادا هذا الموضوع ولذلك طلبا مزيدا من المعلومات والبيانات من الباحثين الدنماركيين".