الحمد لله العلى الأعلى الولى المولى الذى خلق فأحيا وحكم على خلقه بالموت والفناء والبعث الى دار الجزاء والفصل والقضاء ان هذا الموضوع يكون تذكره للأنفسنا كى نستيقظ من نومتنا وان ينتبه الغافل من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه وقبل سكون حركاته وخمود أنفاسه ورحلته الى قبره .
وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب الى أناس من أصحابه يوصيهم فكان فيما أوصاهم به أن كتب اليهم :
"أما بعد : فانى أوصيكم بتقوى الله العظيم والمراقبة له واتخذوا التقوى والورع زادا فانكم فى دار عما قريب تنقلب بأهلها والله فى عرضات القيامة وأهوالها يسألكم عن الفتيل والنقير فالله عباد الله اذكروا الموت الذى لابد منه .
وصف ملك الموت :_ 1
1-أن ملك الموت رأسه فى السماء ورجلاه فى الأرض وأن الدنيا كلها فى يد ملك الموت كالقصعة بين يدى أحدكم يأكل منها .
2- أن ملك الموت ينظر فى وجه كل آدمى ثلاثمائة نظرة وستا وستين نظرة .
3- أن ملك الموت قائم وسط الدنيا فينظر الدنيا كلها برها وبحرها وجبالها وهى بين يديه كالبيضة بين رجلى أحدكم .
4- انه له أعوانا الله أعلم بهم ليس منهم ملك الا لو أذن له أن يلتقم السمولت والأرض فى لقمة واحدة لفعل .
5- أن ملك الموت تفزع منه الملائكة أشد من فزع أحدكم من السبع .
6- وبلغنى أن حملة العرش اذا قرب ملك الموت من أحدهم ذاب حتى يصير مثل الشعرة من الفزع منه .
7- أن ملك الموت ينتزع روح بنى آدم من تحت عضوه وظفره وعروقه وشعره ولا تصل الروح من مفصل الى مفصل الا كان أشد عليه من ألف ضربة بالسيف .
8- أنه لو وضع وجع شعرة من الميت على السموات واأرض لأذابها حتى اذا بلغت الحلقوم ولى القبض ملك الموت .
9- أن ملك الموت اذا قبض روح المؤمن جعلها فى حريرة بيضاء ومسك أذفر واذا قبض روح الكافر جعلها فى خرقة سوداء فى فخار من نار أشد نتنا من الجيف .
وروى عن عكرمة أنه قال : رأيت فى بعض صحف شيث أن آدم عليه السلام قال يارب أرنى ملك الموت حتى أنظر اليه فأوحى الله تعالى اليه ان له صفات لا تقدر على النظر اليها وسأنزله عليك فى الصورة التى يأتى فيها الأنبياء والمصطفين فأنزل الله عليه جبريل وميكائيل وأتاه ملك الموت فى صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة آلاف جناح منها حناح جاوز السموات والأرض وجناح جاوز الأرضين وجناح جاوز أقصى المشرق وجناح جاوز أقصى المغرب واذا بين يديه الأرض بما اشتملت عليه من الجبال والسهول والغياض والجن والانس والدواب وما أحاط بها من البحار وما علاها من الأجواء فى ثغرة نحره كالخردلة فى فلاة من الأرض واذا له عيون لا يفتحها الا فى مواضع فتحها وأجنحة للبشرى ينشرها للمصطفين وأجنحة للكفار فيها سفافيد وكلاليب ومقاريض فصعق آدم صعقة لبث فيها الى مثل تلك الساعة من اليوم السابع ثم أفاق وكان فى عروقه الزعفران .
وأخيرا فى الختام اللهم اغفر لى ولوالدى ولمن قرأ هذه الرسالة الهم ارزقنا المغفرة والرحمة يارب العالمين ولسائر المسلمين أجمعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل
وشكراااااااااااااااااااااااااا
منقول من كتاب التذكرة فى أحوال الموتى وأمور الأخرة للامام القرطبى