قال الله تعالي
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَامَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُالْمُبِينُوَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِوَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَحَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِيالنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَفَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْأَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْأَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَالصَّالِحِينَ
النملهالحكيمةلما سار سليمان عليه السلام بجنده الكثيف وكانمنهم الانس والجن والطير والوحوش ومنهم الراكب ومنهم السائر ويقال ان ذلك كانبالطائف اوبالشام سمع من بعيد صوت نمله هي ملكة النمل تامر باقي النمل ان يدخلواالي مساكنهم حتي لايحطمهم هذا الجيش القوي العده والعتاد ويقال انه سمع كلامها منثلاثة اميال حيث حملت الرياح صوتها اليه فحبس جنده عن دخول وادي النملحتي دخل كلالنمل الي مساكنهم وعندها ابتسم ضاحكا من قولها وقال في تواضع وخضوع ورهبه لله الذيانعم عليه بهذه النعم وشكر الله علي ماانعم به عليه ومااسبغه عليه من نعم ظاهرهوباطنه ولم يغتر بقوته ولا بملكه ولا بعظمته وجبروته كما يفعل كثير ممانري الانفرضي الله نعالي عن سليمان عليه السلام وارضاه فانه نموذج يحتذي للقائد القوي الذيلم تغيره السلطه ولاالجاه ولم يعميه العظمه والجبروت لانه مهما اوتي من ملك وحكمهفهو ضعيف بين يدي خالقه وفي الايه نري مدي حكمة وفراسة النمل وفطنته فقد ادركوا انهذا الجيش الجرار اذا مر بواديهم فانه سيبيدهم لامحاله لذا فقد سارعوا بالاستتاروالاختباء ونري مدي شفقة سليمان عليه السلام ورحمته بكل الكائنات حتي النمل
النملمن الحشراتتعود إلى صنف غشائية الأجنحة, ولها ستة أرجل, فالنمل حشرة صغيرة ذات فعل كبير, فهيتمثل 20% من الكائنات الحية على كوكب الأرض, فقد عرف النمل منذ القدم وحسب المختصينمنذ العصر الطباشيري فقد عايشت الديناصورات فهي موجودة منذ 92 مليون سنة, ويوجدمنها حوالي 20 ألف نوع وهي منتشرة على الكرة الأرضية فهي موجودة وتعيش في كل مكان, تجدها في السهول وتجدها في أعلي الجبال, فأنها موزعة على عموم الكرة الأرضية, تحتالأرض أو فوق الأشجار.
أغلب النمل هو من صنف الشغالات Ant Workers وهو الأكثرانتشارا في العالم, والشغالات كلهن من الإناث, يعشن فيما يسمى المستعمرات ولكلمستعمرة ملكة واحدة عملها وضع البيض.
عدد البيض الذي تضعه الملكة يختلف حسب نوعالنمل, وقد يتراوح من بضع مئات إلى عدة ملايين, فالنوع الإفريقي من النمل تضع ملكتهما يقرب من 3 إلى 4 ملايين بيضة شهريًّا.
النمل يعتبر من أطوال الحشرات عمرًاعلى الأرض، فأنه يعيش من بضعة أشهر إلى عدة سنوات وقد يصل عمر الملكة إلى 20عامًا.
أما ذكور النمل فعملها محصور في التزاوج فقط في تلقيح الملكة, فحينماتقرر الملكة التزاوج يأتي واجبها وبعد ذلك تموت الذكور مباشرة, فأثناء عمليةالتزاوج تطرح الملكة أجنحتها، وتفرز رائحة تميز رائحة المستعمرة.
هذه الحشرةاجتماعية جدا ولا يمكنها العيش بصورة منفردة, حيث أنها تعيش في مجاميع أو أعشاش أومستعمرات.
أعشاش النمل ليست واحدة لجميع أنواع النمل, فمثلاً نمل المحاصيل Hanester Ants يبني حجرات متصلة تحت الأرض، بينما يشبك النمل الخياط Tailor Ants أوراق الشجر ويصنع عشا أخضر أسطواني الشكل, هناك أعشاش أخرى للنمل قد تكون على شكلحجرات داخل الأشجار مثل ما يفعل النمل الحفار Carpenter Ants, وأعشاش النمل تحتالأرض قد تبلغ أربعين قدما عمقا تحت الأرض، فقد تمكن فريق من العلماء الأوروبيين مناكتشاف مستعمرة هائلة للنمل تمتد لالاف الأميال من إيطاليا إلى شمال غربإسبانيا.
تعداد النمل في العش أو المستعمرة قد يصل إلى عشرات ملايين. فبيت النملمقسم ففيه حجرات للصغار, وهناك حجرة خاصة للملكة, وحجرات تستخدم كمخازن للطعام, والنمل مقسم إلى مجاميع لكل منها واجبه الخاص والمحدد, فمنها من هو مسؤول عنالحراسة ومنها من هو مسؤول عن التنظيف ومنها من هو مسؤول عن الفلاحة ومنه منالفرسان ومنها الكسولة!, ويجب عدم الاستغراب أن قلنا بأن مجتمع النمل فاق بنجاحهمجتمع البشر بطريقة أو أخرى.
فالنمل يبني المدن، ويشقُّ الطرقات، ويحفر الأنفاق،ويخزِّن الطعام في مخازن و مستودعات ، وبعض أنواع النمل يقيم الحدائق، ويزرعالنباتات ليتغذى عليها. وبعض أنواع النمل يحتفظ بمواشي خاصة به، فيحلب رحيق فيبطنها. والنمل تشن حروباً على قبائل النمل الأخرى، وتأخذ الأسرى من النمل المهزوموتسخره لخدمتها، وبعض أنواع النمل تستأنس حشرات أخرى في أوكارها للاستفادة منها. وصدق الله عندما قال في محكم كتابه العزيز (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطيربجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) الآية (38) من سورة الأنعام.