omaralmulki
{{ المدير العام}}
الهواية : الجنس : المهنة : نوع المتصفح : الدولة : المشاركات : 10582 معدل تقييم المستوى : 10004419 تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: كفيف مصري أنهى دراسته الجامعية ويعمل «تباعا» على حافلة السبت فبراير 06, 2010 11:13 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مبروك عشريني مصري سلب بصره وهو ابن 7 أعوام لكنه لم يفقد ارادته التي مكنته من قهر محنة العمى والاستمتاع بالحياة¡ حتى لو كانت قاسية وعندما أنهى مبروك دراسته الجامعية¡ خاصمته الحياة من جديد ولم تفتح له أبوابها فلم يعرها اهتماما وبدا راضيا مرضيا بما كتب له ولم يركن الى شواطئ الاحباط والألم بل راح يسخر كل شيء ولجأ الى العمل تباعا (مساعد سائق) على حافلة والده.
عندما تجلس اليه يدهشك بصفاء ونقاء سريرته والمامه بكل مايدور حوله من أحداث سياسية ورياضية وثقافية. قبل سنوات قليلة أنهى مبروك دراسته في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير عام جيد¡ غير أن جميع محاولاته للعمل مدرسا للغة العربية باءت بالفشل وكانت تصدمه عبارة بلهاء هي: اذا كان المبصرون لا يعملون فكيف يعمل المكفوفون¿ لم ييأس مبروك وتحدى ظروفه وقرر العمل تباعا على حافلة ركاب (سيارة ميكروباص) يقودها والده¡ ولا يمتلكها.
حول قصة كفاحه وحياته
في البداية¡ قال مبروك «فقدت بصري منذ أن كان عمري 7 اعوام¡ كنت أرى بصورة مشوّشة وغير مكتملة وعندما خضعت لعملية في عيني لم تثمر شيئا وبعدها أجريت عملية أخرى لم تتحسن معها حالتي¡ والآن لا أرى الا ضبابا».
وأضاف «لم أيأس واجتهدت في دراستي حتى وصلت الى الجامعة وحصلت على درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة عين شمس بتقدير عام جيد وفي الوقت الذي توقعت فيه أن أحصد تعب السنين أدارت لي الدنيا ظهرها ولم أتمكن من العمل مدرسا للغة العربية بأي مدرسة خاصة أو حكومية».
وتابع «تعلمت طريقة برايل مبكرا فساعدتني على الاعتماد على نفسي واستذكار دروسي لأنني لاأحب أن أكون عبئا على غيري واجتهدت حتى نجحت بتفوق ولم أرسب في أي عام».
وأضاف «بعد الدراسة خرجت لسوق العمل أملا في العثور على فرصة بأي مدرسة هكذا يتحدث مبروك¡ لكن لم أجد من يقبلني بعاهتي فقررت العمل - تباعا - على حافلة ركاب يقودها والدي ولا يمتلكها».
واستطرد «بالرغم من دهشة الجميع من امتهاني هذه المهنة الا أنني نجحت فيها وأثبت وجودي وأصبح لي أصدقاء ينتظرون الحافلة خصيصا للركوب معي».
لا ينكر مبروك أنه واجه في بداية عمله أصعب مشكلة تمثلت في تحصيل الأجرة ومعرفة ما اذا كانت مقاعد الحافلة امتلأت أم لا الا أن هناك من قام بمساعدتي من الركاب في تحصيل الأجرة واعطائها لي والتأكد من اكتمال ركاب الحافلة بمرور الوقت -يكمل مبروك -: «تمكنت من التمييز بين العملات المعدنية والورقية».
وأضاف: «من الأمور التي كانت تضايقني أن يستعماني أحد ويخدعني مستغلا عاهتي فيتهرب من دفع الأجرة أو يرفض دفع الأجرة لابنه لذلك عندما كنت أكتشف ذلك أصر على انزال الراكب لأنه غير أمين وأراد أن يخدعني».
وتابع «بعد مرور وقت طويل أصبحت أتعامل كتباع محترف فأقف على باب الحافلة مثل التباعين المبصرين وأنادي على زبائني وعندما يركب أحدهم أدق بيدي على الباب الأمامي للحافلة ليتحرك والدي وعندما أريد التوقف في محطة ما أخبر والدي بها ليقف وينزل الزبون». وقال مبروك «تعرضت للاكتئاب في بادئ الأمر لأنني كنت أتمنى - ومازلت أيضا - العمل مدرسا ولكن المجتمع لفظني فلم أخضع لسلطان الظلم وتحديت الظروف كما تحديت عاهتي».
ولأن مبروك ينهي عمله في الساعة الثالثة والنصف عصرا فانه حرص على شغل أوقات فراغه بتعلم الكمبيوتر فحصل على كورسات مكثفة فيه لتعلمه وأصبح يتعامل بمهارة فائقة مع الكمبيوتر.
وحول أمنياته قال مبروك «أتمنى أن أبصر النور فالأطباء أكدوا لي امكانية ذلك شريطة اجراء عملية جراحية كلفتها مرتفعة».
واختتم مبروك كلامه قائلا : «لديّ الأمل في اجراء العملية حتى أبصر الدنيا وأرى أبي وأمي وجميع أقاربي وأخرج وأزور جميع الأماكن وأراها وأعمل مدرسا فأنا متفائل ولا أقنط من رحمة الله وأعلم أن ما أنا فيه ابتلاء من الله تعالى وأنا لا أعترض عليه ولكن لديّ أمل في أن يتحقق المستحيل». | |
|