ظاهرةالطول والقصر في سور القرآن :
تختلف سور القرآن باعتبار أعداد آياتها اختلافا كبيرا فمنها ما هو طويل جدا ويمثله العدد 286 ومنها ما هو قصير جدا ويمثله العدد 3 وبين هذين العددين تتفاوت سور القرآن طولا وقصرا .
ليس هدفنا هنا الحديث عن أسرار هذا التفاوت , ما نود الإشارة إليه :
إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا باعتبار أعداد آياتها الأطول فالأقصر فإننا سنكتشف الظاهرة التالية :
تأتي سورالقرآن في 6 مجموعات فرعية عدد الوحدات في كل مجموعة 19 سورة . أي أنها تأتي وفق المعادلة الأولى : 19 × 6 .
وتأتي في مجموعتين رئيستين عدد كل منهما 57 سورةموزعة في 3 مجموعات عدد الوحدات في كل مجموعة 19 سورة . أي وفق المعادلة الثانية :
19 × 3 هذه الحقيقة موجودة فعلا في القرآن ومن السهل على أي واحد أن يتأكد منها .- وفق نظام محكم -
ما دور من يكتشف ترتيب هذه السور غير الملاحظة ؟هل له دور في ترتيبها ؟ هل مارس شيئا من الحيل الرياضية لمجرد أنه لاحظ هذا الترتيب؟ هل يوجد هنا شيء يمكن وصفه بالافتراء والتخرصات والسفسطة ؟
ولعل هناك من يتساءل : ولماذا نرتب سور القرآن تنازليا ؟ أقول :حتى نفسر ظاهرة التفاوت بين أي مجموعة من الأعداد ( في القرآن أو في غيره ) لا بد من ترتيب تلك الأعداد تنازليا أوتصاعديا , ولذلك فإن محاولة القدماء تقسيم سور القرآن إلى الطوال والمئون والمثاني والمفصل كتفسير لظاهرة التفاوت وهو تقسيم على أساس عددي , ليس اكثر من محاولة بسيطةغير ناجحة , بسبب عدم الالتفات إلى ضرورة الترتيب التنازلي أولا .
حدا الطول والقصر لسور القرآن :
تتفاوت سور القرآن طولا وقصراباعتبار أعداد آياتها . بهذا الاعتبار تعتبر سورة البقرة أطول سور القرآن على الإطلاق , فعدد آياتها : 286 آية ، ذلك يعني أن العدد 286 يمثل الحد الأعلى لعددالآيات في السورة القرآنية.
إذا تأملنا معادلتي الترتيب نلاحظ أن :
( 19 + 3 ) × ( 19 - 6 ) = 286
لقد تم تحديد هذا العدد المميز وفق المعادلتين . أليس هذا هو ما نشاهده هنا ؟ أين الحيلة ؟ دور الباحث هنا ملاحظتها وليس التدخل فيها ..
وبهذا الاعتبار تعتبر سورة النصر( حسب الترتيب التنازلي ،سورة الكوثر الأقصر باعتبار عدد الكلمات ) أقصر سور القرآن ، فعدد آياتها 3 ، وهذايعني أن العدد 3 يمثل الحد الأدنى لعدد الآيات في السورة القرآنية .
إذا تأملنامعادلتي الترتيب نلاحظ أن :
( 19 + 6 ) – ( 19 + 3 ) = 3 .
أيضا , لقد تم تحديد الحد الأدنى لعدد الآيات في سور القرآن وفق المعادلتين . النتيجة النهائية : إن حدا الطول والقصر في سور القرآن محدد وفق نظام وحساب وتدبير محسوم قرآنيا, فلا وجود لسورة في القرآن يزيد عدد آياتها على 286 ولالسورة يقل عدد آياتها عن 3 آيات .
هل يمكن وصف هذه العلاقة بالحيلة والتكلف والخيال ؟ ونسبة ذلك إلى الباحث ؟