أسماء بنت أبي بكر
( عمرت أسماء مائة عام ولم يسقط لها سن ولا ضرس ولم يغب من عقلها شيء ).
نسبها:
صحابيتنا هذه جمعت المجد من أطرافه كلها … فأبوها صحابي وجدها صحابي وأختها صحابية وزوجها صحابي وابنها صحابي .. وحسبها بذلك شرفاً وفخراً .. أما أبوها فالصديق خليل الرسول الكريم في حياته وخليفته من بعد مماته . وأما جدها فأبوعتيق والد أبي بكر . وأما أختها فأم المؤمنين عائشة الطاهرة المبراة . وأما زوجها فحواري رسول الله الزبير بن العوام وأما ابنها فعبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعنهم أجمعين .. إنها - بإيجاز أسماءبنت أبي بكر الصديق … وكفي …
إسلامها:
كانت أسماء من السابقات إلىالإسلام إذ لم يتقدم عليها في هذا . وقد لقبت بذات النطاقين لأنها صنعت للرسول صلوات الله عليه ولأبيها يوم هاجرا إلى المدينة زادا وأعدت لهما سقاء فلما لم تجدما تربطهما به شقت نطاقها شقين فربطت بأحدهما المزود وبالثاني السقاء فدعا لهاالنبي عليه الصلاة والسلام أن يبدلها الله منها بنطاقين في الجنة فلقبت لذلك بذات النطاقين . تزوج بها الزبير بن العوام .
هجرتها للمدينة:
ولما أتيح لها أن تهاجر إلى المدينة فراراً بدينها إلى الله ورسوله كانت قد أتمت حملها بابنهاعبد الله بن الزبير فلم يمنعها ذلك من تحمل مشاق الرحلة الطويلة فما إن بلغت قباءحتى وضعت وليدها .فكبر المسلمون وهللوا لأنه كان أول مولود يولد للمهاجرين في المدينة . فحملته إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ووضعته في حجره فأخذ شيئاً من ريقه وجعله في فم الصبي ثم حنكه ودعا له .
صفاتها:
فقد كانت من الجود بحيث يضرب بجودها المثل حدث ابنها عبد الله قال : ما رأيت امراتين قط أجود من خالتي عائشة وأمي أسماء لكن جودهما مختلف . أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلى الشيءحتى إذا اجتمع عندها ما يكفي قسمته بين ذوي الحاجات.وأما أمي فكانت لاتمسك شيئاًإلى الغد. وقد ماتت عن عمر يناهز المائة عام ولم يسقط لها سن أ وضرس ولم يغب من عقلها شيء.