[65]
ومن طريق أخرى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني لخاتم ألف نبي .... )) الحديث مثل الذي قبله دون قوله: ((وعينه اليمنى ... )) إلخ ( ).
قال الهيثمي (7/347):
((رواه البزار، وفيه مجالد بن سعيد، وقد ضعفه الجمهور، وفيه توثيق)).
وقال الحافظ ابن كثير في ((النهاية)) (1/128):
((وإسناده حسن، ولفظه غريب جداً)).
8- لم أجد لهذه الفقرة شاهداً معتبراً، فقد روى سليمان بن شهاب قال:
نزل عليّ عبد الله بن مَغْنَم- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
[66]
((الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق، فيدعو لي، فيتبع، وينصب للناس فيقاتله، ويظهر عليهم، فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة، فيظهر دين الله، ويعمل به، فيتبع، ويحب على ذلك، ثم يقول بعد ذلك : إني نبي. فيفزع من ذلك كل ذي لبّ ويفارقه، فيمكث بعد ذلك حتى يقول: أنا الله. فتغشى عينه، وتقطع أذنه، ويكتب بين عينه : كافر... )) الحديث.
قال الهيثمي (7/340-341):
((رواه الطبراني، وفيه سعيد بن محمد الوراق، وهو متروك)).
قلت: لكن قال الحافظ في ((التقريب)):
((ضعيف))، ولذلك قال في ((الفتح)) (13/77):
((سنده ضعيف))، فلم يبالغ في تضعيفه، ولكلّ وجهة وسلف. والله أعلم.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (1/217-218).
ثم وجد له شاهداً قويّاً من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
((بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين كلهم يقول: أنا نبي، أنا نبي)).
أخرجه أحمد (2/429) بهذا اللفظ، والشيخان وغيرهما بنحوه وإسناد أحمد صحيح.
ووجه دلالة الحديث وشهادته لهذه الفقرة؛ أن الظاهر أن المسيح الدجال من جملة هؤلاء- بل هو شرهم- ويؤيد ما ذكرت حديث سمرة مرفوعاً:
[67]
والله؛ لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال... )) الحديث.
وفي سنده ضعف.
9-هذه الفقرة- دون التثنية- وردت في أحاديث:
الأول: عن عمر بن ثابت الأنصاري: أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حذّر الناس الدجال:
((إنه مكتوب بين عينيه: كافر؛ يقرؤه من كره عمله، أو يقرؤه كل مؤمن))، وقال:
((تعلّموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت)).
أخرجه مسلم (8/193)، وعبد الرزاق في المصنف (20820)، وعنه الترمذي (2236) وصححه، وكذا أحمد (5/433)، والداني (129/1-2) دون قوله:
((أو يقرؤه كل مؤمن)).
الثاني: عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا: إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج، دعج، مطموس العين، ليست بناتئة ولا حجراء، فإن التبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم عز وجل ليس بأعور، وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا)).
[68]
أخرجه أبو داود (2/213)، والآجري في ((الشريعة)) (ص375)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/157و221و9/235)، وابن منده في ((التوحيد)) (83/1).
قلت: وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات. وقال الهيثمي (7/348):
((رواه البزار، وفيه بقية، وهو مدلس)).
قلت: قد صرح بالتحديث عند أبي نعيم في رواياته الثلاث المشار إليها، وابن منده، وكذا عند أبي داود؛ إلا أنه لم يقع في روايته موضع الشاهد منه.
وهو قوله:
((وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا)).
10- هذه الفقرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قد وردت عن جمع من الصحابة، تقدم تخريج أحاديث أكثرهم، فأكتفي بالإشارة إلى محالها:
الأول: عبد الله بن عمر (ص 51و52و62).
الثاني: أنس بن مالك (ص53).
الثالث: عائشة (ص59و61).
الرابع: أم سلمة (ص60).
الخامس: سعد بن أبي وقاص (ص62).
السادس: أبو سعيد الخدري (ص64).
السابع: جابر بن عبد الله (ص64).
[69]
الثامن: عبادة بن الصامت (ص67).
التاسع: أسماء بنت يزيد الأنصارية، ويأتي حديثها (ص57-76).
العاشر: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي أيضاً (ص71).
الحادي عشر: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((الدجال: هو أعور هجان، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإمّا هلك الهُلك؛ فإن ربكم ليس بأعور)).
أخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص31)، وابن حبان (1900)، وأحمد (1/240و313)، وابنه في ((السنة)) (ص137)، والطبراني في ((الكبير)) (11711)، وحنبل في ((الفتن)) (45/1)، وابن منده في ((التوحيد)) (83/1).
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.
11- جاءت هذه الفقرة عن جمع من الصحابة:
الأول: أنس بن مالك، وقد مضى حديثه (ص53).
الثاني: عائشة، وقد مضى حديثها (ص61).
الثالث: بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم، وقد مضى حديثه (ص67).
الرابع: عبد الله بن عمر، وقد مضى حديثه (ص52).
الخامس: حذيفة بن اليمان، وقد مضى حديثه (ص51 حاشية).
السادس: نفير والد جبير، وسبق تخريج حديثه (ص59).
[70]
السابع: أبو بكرة الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الدجال أعور عين الشمال، بين عينيه مكتوب: كافر؛ يقرؤه الأمي والكاتب)).
أخرجه أحمد (5/38).
قلت: وإسناده صحيح، وقال الهيثمي (7/337):
((ورجاله ثقات)).
الثامن: عن سفينة، ويأتي (ص73).
التاسع: عن جابر بن عبد الله، ويأتي أيضاً (ص71-73).
العاشر: عن أسماء بنت يزيد الأنصارية، ويأتي (ص75-76).
12- هذه الفقرة متواترة أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وردت في أحاديث أكثر الصحابة الذين أشرت إلى أحاديثهم آنفاً.
13- وهذه وردت عن جماعة من الصحابة:
الأول: حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار)). زاد في رواية : ((فمن دخل نهره حط أجره، ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره، وحُط وزره)).
أخرجه مسلم (8/195)، وابن ماجه (2/506)، وأحمد (5/397).
[71]
والرواية الأخرى له (5/403)، وسندها حسن، وصححه الحاكم (4/433)، ووافقه الذهبي، ورواه أبو داود (4244)، وهو مخرج في ((المشكاة)) (رقم 5396/التحقيق الثاني).
الثاني: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((أنذرتكم فتنة الدجال، فليس من نبي إلا أنذره قومه أو أمته: وإنه آدم، جعد، أعور عينه اليسرى، وإنه يمطر ولا ينبت الشجرة، وإنه يسلط على نفس فيقتلها، ثم يحييها، ولا يسلط على غيرها.
وإنه معه جنة ونار، ونهر وماء، وجبل خبز، وإن جنته نار، وناره جنة.
وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل؛ إلا أربع مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والطور، ومسجد الأقصى، وإن شكل عليكم أو شبه؛ فإن الله عز وجل ليس بأعور)).
أخرجه أحمد (5/434و435)، وحنبل (54/2-55/2).
قلت: وإسناده صحيح، وروى ابن منده في ((التوحيد)) (83/1) طرفه الأول؛ وزاد:
((فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور، ليس الله بأعور، ليس الله بأعور)). وقال: ((إسناده مقبول الرواة بالاتفاق)).
الثالث: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يخرج الدجال في خفّة من الدين، وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة
[72]
يسيحها في الأرض؛ اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه.
وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعاً.
فيقول للناس: أنا ربكم. وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: كافر- ك ف ر؛ مهجّاة- يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب.
يرد كل ماء ومنهل؛ إلا المدينة ومكة؛ حرّمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها.
ومعه جبال من خبز، والناس في جهد؛ إلا من تبعه.
ومعه نهران- أنا أعلم بهما منه- نهر يقول: الجنة، ونهر يقول: النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة.
(قال): ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة؛ يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس.
ويقتل نفساً، ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس! هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل؟! قال:
فيفرّ المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم، فيحاصرهم، فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهداً شديداً.
ثم ينزل عيسى ابن مريم، فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس!
[73]
ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني. فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة، فيقال تقدم: يا روح الله! فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم. فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه، قال: فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح الله! هذا يهودي. فلا يتركم من كان يتبعه أحداً إلا قتله)).
أخرجه أحمد (3/367-368) : ثنا محمد بن سابق: ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر.
وأخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص31-32)، والحاكم (4/530) من طريقين آخرين عن إبراهيم به مختصراً.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال(( الصحيح))؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه، ومع ذلك قال الحاكم:
((صحيح الإسناد))! ووافقه الذهبي!
الرابع: عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((إلا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته: هو أعور عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه: كافر، يخرج معه واديان: أحدهما جنة، والآخر نار، فناره جنة، وجنته نار... ثم يسير حتى
[74]
يأتي الشام، فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق)).
أخرجه أحمد (5/221-222)، وحنبل في ((الفتن)) (49/1)، وابن عساكر (1/617).
قلت: وإسناده حسن في الشواهد، وقال ابن كثير في ((النهاية)) (1/124): ((وإسناده لا بأس به))!
الخامس: عن أبي هريرة، وقد مضى لفظه مخرجاً (ص61).
14-هذه الفقرة وردت في حديثين دون الاستغاثة:
الأول: عن النواس بن سمعان، وقد مضى (ص56-58).
الثاني: عن نفير والد جبير، وقد مضى (ص59).
15- لم أجد الآن ما يشهد لهذه الفقرة، ولو ثبتت فهي صريحة في أن نار الدجال نار حقيقية، وليست تمويلهاً منه لعنه الله.
نعم روى الداني في ((الفتن)) (134/2) عن الأصبغ بن نباتة عن علي في حديث له موقوفاً:
((فمن ابتُلي بناره؛ فليقرأ آخر سورة (الكهف) تصير عليه النار برداً وسلاماً ... وأشياعه يومئذ أصحاب الربا- العشرة باثني عشرة - وأولاد الزنا)).
لكن الأصبغ هذا متروك شديد الضعف، فلا يصلح للاستشهاد به.