بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين وصلى الله وسلم
على نبيه محمد وعلى آله وصحبه آجمعين ..
كلنا يعلم فضل الاصلاح
بين الناس ومايترتب عليه من الاجر العظيم في الدنيا والاخره، فحري بك إذا
علمت أن بين اثنين من إخوانك أو قرابتك أو أرحامك أو أصحابك أو جيرانك
شحناء أو قطيعة، فعليك أن تبذل وسعك وغاية جهدك في الإصلاح بينهما،
الله جل وعز لـيصلح بين عباده يوم القيامه
قال
ابن كثير – رحمه الله – عند قوله تعالى: وأصلحوا
ذات بينكم، قال: ولنذكر هاهنا حديثا أورده أبو يعلى الموصلي في
مسنده عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
إذا رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت
وأمي؟ فقال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة - تبارك وتعالى – فقال
أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي، قال الله تعالى: أعط أخاك مظلمته، قال:
يا رب لم يبق من حسناتي شيء. قال: رب فليحمل عني من أوزاري، قال: ففاضت
عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء، ثم قال: إن ذلك ليوم عظيم، يوم
يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله تعالى الطالب: ارفع
بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه، فقال: يا رب أرى مدائن
من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ، لأي
نبي هذا؟ لأي صديق هذا؟ لأي
شهيد هذا؟ قال هذا لمن أعطى ثمنه، قال: رب ومن يملك ثمنه؟ قال: أنت
تملكه قال: ماذا يا رب؟ قال: تعفو عن أخيك، قال:
يا رب قد عفوت عنه، قال الله تعالى: خذ بيد أخيك فادخلا الجنة، ثم قال صلى
الله عليه وسلم فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ،
فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة..