يا رب كيف لي أن أشكرك
عن أبي عمران الجوني، عن أبي
الجلد قال: قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال: يا رب كيف لي أن أشكرك
وأنا لا أصل إلى شكرك إلا بنعمتك ؟ قال فأتاه الوحي " أن يا داود ألست
تعلم أن الذي بك من النعم مني قال بلى يا رب قال فأنى أرضى بذلك منك ".
وقال البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو بكر بن بالويه،
حدثنا محمد بن يونس القرشي، حدثنا روح بن عبادة، حدثني عبد الله بن لاحق عن
ابن شهاب قال: قال داود: " الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله،
فأوحى الله إليه: أنك أتعبت الحفظة يا داود " ورواه أبو بكر بن أبي الدنيا
عن علي بن الجعد عن الثوري مثله.
وقال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد: أنبأنا سفيان الثوري، عن رجل، عن
وهب بن منبه قال: إن في حكمة آل داود حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع
ساعات ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى
إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلى بين نفسه وبين
لذاتها فيما يحل ويجمل فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات وإجمام للقلوب،
وحق على العاقل أن يعرف زمانه ويحفظ لسانه ويقبل على شأنه، وحق على العاقل
أن لا يظعن إلا في إحدى ثلاث: زاد لمعاده، ومرمة لمعاشه، ولذة في غير محرم.