غريب الديار شخصية هامة
الهواية : الجنس : المهنة : نوع المتصفح : الدولة : المشاركات : 1073 معدل تقييم المستوى : 1022 تاريخ التسجيل : 22/03/2010
| موضوع: عشر ذو الحجــة أحكـــام ودروس الجمعة مايو 28, 2010 8:01 pm | |
| عشر ذو الحجــة أحكـــام ودروس0 عشر ذو الحجــة أحكـــام ودروس الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنمحمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 0
أمابعد : فإن شهر ذي الحجة شهر كريم وموسم عظيم شهر الحج شهر المغفرة والوقوف بعرفةشهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع القربات من حج وصلاة وصوم وصدقة وأضاحيوذكر الله ودعاء واستغفار ، والعشر الأول عشر مباركات وهن الأيام المعلومات ، قالتعالى في محكم كتابه : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ) ( سورة الحج - الآية 27 ) 0
قال ابن عباس : ( أيام العشر ) ( تفسير ابن كثير ) 0 وأقسم الله بهن في محكم الآيات في قوله : ( وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ( سورة الفجر - الآية 2 ) فهي أفضل من كل عشر سواها والعمل فيها أفضل من العمل فيغيرها 0
* فضائلها :
أولاً : أنها أفضل أيام السنة :
روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضيالله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما العمل في أيام العشر أفضل منالعمل في هذه قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلميرجع بشيء ) 0
ومعنى الحديث : أن العمل في هذه الأيام يفوق على ذلك العملفي غيره من الأيام ، فمن عمل صالحا في هذه الأيام يضاعف له بما لا يضاعف للأعمالالصالحات في الأيام الأخرى ، مهما كانت منزلة تلك الأعمال ، فأجورها أقل من أجرالصالحات التي تجري في هذه الأيام ، فلو جرى من المسلم في هذه الأيام ذكر وصلاة ضحىوقيام ليل وأي عمل صالح ، فإن أجر هذه الأعمال في أيام عشر ذي الحجة ، لا يساويهشيء من الأجر فيما سواها من الأيام مطلقا 0
وروى الإمام أحمد و الطبرانيولفظه : ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشرفأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) 0
أي : أكثروا فيهن من قول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) 0
ثانياً : أن فيها يوم عرفة :
فقد عظم الله أمره ورفع على الأيام قدره وقد أقسم اللهبه في قوله تعالى : ( وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ) ( سورة الفجر - الآية 3 ) 0
فالوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر ( كما جاء في مسند الإمام أحمد ) 0
وفي قوله تعالى : ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) ( سورة البروج - الآية 3 ) 0
الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ( كما جاء في مسند الإمام أحمد ) 0
وأن الله أنزل فيه : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُعَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ) ( سورة المائدة - الآية 3 ) 0
فهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ويوم مغفرة الذنوب والتجاوزعنها والعتق من النار 0
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول صلى الله عليهوسلم - الله قال : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفةوإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء ) ( أخرجه الإمام مسلم فيصحيحه ) 0
فمن طمع بالعتق من النار ومغفرة ذنوبه في يوم عرفة فليحافظ علىالأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة 0
* فضائل يوم عرفة :
1)- أكثر يوم يعتق فيه من النار :
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله e : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً منالنار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ماذا أراد هؤلاء ) ( السلسلة الصحيحة 2551 ) 0
قال ابن عبدالبر – رحمه الله - : ( وهذا يدل علىأنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم ) ( التمهيد – 1 / 120 ) 0
2)- يباهي اللهسبحانه وتعالى ملائكته عشية عرفة :
عن أبي هريرة – رضيالله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يباهي بأهل عرفاتأهل السماء ، فيقول لهم : انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شُعثاً غُبراً ) ( صحيحالجامع 1867 ) 0
3)- الرحمة والمغفرة :
عن ابن عمر – رضي الله عنه – قال : جاء رجل إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال : ( وأما وقوفك بعرفة فإن الله تبارك وتعالىينزل إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاءوا شعثاً غبراًمن كل فج عميق ، يرجون رحمتي ، ويخافون عذابي ، ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلوكان مثل رمال عالج أو مثل أيام الدنيا ، أو مثل قطر السماء ذنوباً ، غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك ، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة ،فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ) ( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر " صحيح الترغيب والترهيب " – 9 ، 10 ، 11 ، 21 ، 35 ، 35 ، 36 / 2 ) 0
4)- تصاغر الشيطان في هذا اليوم :
عن طلحة بن عبيدالله بن كريز – رضي الله عنه – قال : قالرسول الله e : ( ما رئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منهيوم عرفة ، مما يرى من نزول الرحمة ، وتجاوز الله تعالى عن الأمور العظام ، إلا ماروؤي يوم بدر ، قبل : وما رأى يوم بدر ؟ قال : إنه رأى جبريل يزع الملائكة ) ( أخرجه عبدالرزاق في مصنفه – برقم ( 8832 ) ، والإمام مالك في " الموطأ " – 1/369 ،قال ابن عبدالبر في " التمهيد ( 9 / 196 ) : وهو حديث مرسل " ، قال شعيب الأرناؤوطفي تحقيقه لشرح السنة ( 7 / 158 ) : إسناده صحيح ، وقال الألباني : " حديث ضعيف " – أنظر ضعيف الترغيب والترهيب 1 / 367 ، وأعله بالإرسال 0 قال ابن حجر في " قوةالحجاج – ص 42 " : وصله الحاكم عن أبي الدرداء ) 0
5ـ)- أن الله يهب المسيء للمحسن ، ويعطي المحسن ما سأل :
عن بلال بن رباح – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليهوسلم قال له غداة جمع : ( يا بلال أسكت الناس – أو أنصت الناس – ثم قال : إن اللهتطاول عليكم في جمعكم هذا ، فوهب مُسيئكم لمحسِنِكم ، وأعطى محسِنكم ما سأل ،ادفعوا باسم الله ) ( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 705 ) 0
6)- خير الدعاء يوم عرفة :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليهوسلم قال : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إلهإلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ( صحيح الجامع 1102 ) 0
7)- من ملك فيه سمعه وبصرهولسانه غفر له :
عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - أنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : ( يوم عرفة من ملك فيه سمعه وبصرهولسانه غفر له ) ( وفيه [ سكين بن عبد العزيز ] فيما يرويه بعض النكرة بعضها يحملبعضا ولا بأس به لأنه يروي عن قوم ضعفاء ولعل البلاء منهم ليس منه - المحدث : ابنعدي - الكامل في الضعفاء - 4 / 546 ) 0
8)- صيام ذلك اليوم لغير الحاج :
عن أبي قتادة - رضي الله عنه -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم عرفة أحتسب علىالله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) 0
ثالثاً : أن فيها يومالنحر:
وهو أفضل أيام السنة كما قال ابن القيم رحمه الله : ( خير الأيام عند الله يوم النحر , وهو يوم الحج الأكبر ) 0
وجاء في ذلكعن عبد الله بنِ قُرْطٍ - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ أَعْظَمَ اْلأيّامِ عِنْدَ الله يَوْمُ النّحْرِ ثُمّ يَوْمُ الْقَرّ ) ( رواهالإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني ) 0
وإذا تبين لك أخي المسلم فضلالعمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عنايةواهتمام ، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها ، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواعالبر ، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم .
* الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة :
أولاً : أداء مناسكالحج والعمرة :
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة ، ومنيسّر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة ؛ لما ثبت منحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) ( متفقعليه ) 0
ثانياً : الصلاة :
وهي من أجلّ الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً ، ولهذا يجبعلى المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة ، وعليه أن يكثر من النوافل فيهذه الأيام ، فإنها من أفضل القربات ، لما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : ( وما تقرب إليعبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) 0
ثالثاً : الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة ، بل هو منأفضلها ، فقد ثبت عن حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى اللهعليه وسلم أنها قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسعا من ذيالحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر ، أول اثنين من الشهر وخميسين ) ( صحيح النسائي 2416 ) 0
أضافة الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره ، فقالسبحانه في الحديث القدسي لما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ( متفق عليه ) 0
وما ثبت من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : سمعت لاسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صام يوما في سبيل الله باعَد اللهوجهه عن النار سبعين خريفا ) ( متفق عليه ) 0
وقد خص النبي صلى الله عليهوسلم صيام يوم عرفة لغير الحاج من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية ، كما جاء فيحديث أبي قتادة السابق الذكر .
وكان أكثر السلف يصومون العشر ، منهم : عبدالله بن عمر، والحسن البصري، وابن سيرين ، وقتادة ، ولهذا استحب صومها كثير منالعلماء 0
قال الإمام النووي - رحمه الله - عن صوم أيام العشر : ( أنهمستحب استحبابًا شديدا )
رابعاً : الذكر بصفة عامة والتهليل والتكبير والتحميد بصفة خاصة :
لما ثبت من حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال أنه قال : ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليهمن العمل فيهن من هذه الأيام العشر فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) ( حديث حسن - ابن حجر العسقلاني - الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم 14 ) 0
وكان ابن عمر وأبو هريرة - رضي الله عنهما - يخرجان إلى السوق في أيامالعشر يكبران ، ويكبر الناس بتكبيرهما 0
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذهالسنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان ، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح 0
وقد جاء في عظم الذكر ما رواه أبوالدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكمبخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهبوالورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قالذكر الله تعالى فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكرالله ) ( صحيح ابن ماجة 3057 ) 0
وقد ثبت في الترمذي ما رواه عبد الله بنبسر المازني - رضي الله عنه - أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قدكثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال : ( لا يزال لسانك رطبا بذكر اللهتعالى ) ( حديث حسن - ابن حجر العسقلاني - نتائج الأفكار - 1 / 93 ) 0
أسألالله أن ينفع بها ، بارك الله فيكم ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتيلكم بالصحة والسلامة والعافية :
منقول | |
|