السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفتنى هذة الكلمة وانا اقرا سورة الطور
واخذتنى الدهشة كيف يكون هناك ماء تحته نار
انه نوع من الاعجاز القرانى
قال الله تعالى: "وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور" ﴿6﴾ سورة الطور
الحقيقة العلمية:
اكتشف علماء الجيولوجيا أن قيعان جميع المحيطات متوقدة نارا في مناطق الوديان العميقة في منتصف المحيطات Mid-Ocean Rifts, وتبين أنها مناطق اللقاء بين الألواح القارية, وتحيط بها من الجانبين ارتفاعات جبلية شاهقة في قاع المحيط لكن قممها دون سطح المحيط, وتفوق درجة الحرارة في تلك المناطق البركانية النشطة الألف درجة مئوية, ومع اندفاع الصهارة Magma على طول منتصف المحيط تتكون سلسلة الجبال تلك ويتسع المحيط في الجانبين والذي يعرف بظاهرة امتداد قاع المحيط Spreading Sea-Floor.
وجه الإعجاز:
ترجع عظمة القسم (والبحر المسجور) على المقسوم به كآية بينة على الوحي, ولفظ (البحر) اسم جنس يعني البحار العظيمة في سياق نظرة شمولية للعالم حاليا تنذر بخرابه مستقبلا في جواب القسم (إن عذاب ربك لواقع), ووصف البحر بلفظ (المسجور) يعني أن قاعه ملتهب يتقد بالنيران كما في قوله تعالى (ثُمّ فِي النّارِ يُسْجَرُونَ) غافر 72؛ أي توقد تحتهم وتحيط بهم لأن السجر في اللغة الإيقاد في التنور, وأما قوله تعالى (وإذا البحار سجرت) فيعني أن نيران القاع محجوزة حاليا وينذر بامتدادها لتفجر البحار وتصبح منظورة بيانا لدمار العالم مستقبلا, والمستفاد أن البحار العظيمة لا تداني في العظمة ما تحت القيعان من مواد نارية ملتهبة تنفذ في أماكن محددة؛ خاصة مع ما ورد في الأثر أن النبي e قال: (لا يركبن البحر إلا حاج أو معتمر أو مجاهد فإن تحت البحر نارا).
لا يمكن للمتأمل لسطح البحر المحيط أن يتصور أن قاعه ملتهب يتأجج بالنيران فالمعلوم أن الماء يطفئ النار, ولم يتوصل العلم الحديث إلى هذه الحقيقة المدهشة إلا في أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن العشرين ولذا فإن سبق القرآن لهذه الحقيقة المدهشة المدفونة في قيعان المحيطات لخير دليل على صدق هذا الكتاب الكريم.