نور الدين الشماع عضو فعال
الهواية : الجنس : المهنة : نوع المتصفح : الدولة : المشاركات : 162 معدل تقييم المستوى : 149 تاريخ التسجيل : 20/05/2010
| موضوع: لو اخترق ثقب اسود ارضنا الأربعاء يونيو 02, 2010 2:32 pm | |
| كيف تنتهي حياة النجم إذا تجاوزت كتلته ثلاث مرات ونصف كتلة الشمس. تختزل قصة حياة أي نجم بصراع حاد بين أضعف قوى الطبيعة من جهة: الجذب الثقالي, ومن جهة أخرى كل قوى الطبيعة منفردة أو مجتمعة. تحاول هذه القوى وقف الانهيار الثقالي, لكنها تفشل إن كانت كتلة النجم من المقياس المذكور. باختصار تصبح قوة الجذب الثقالي طليقة تفعل ما تشاء. وماذا تفعل في هذه الحالة, تجمع مادة النجم في أصغر حجم ممكن. وهذا الحجم يتناقص تحت تأثير الانهيار الحادث, لكن هل يمكن أن يصل إلى الصفر تماماً؟ أي تجتمع كميات هائلة من المادة في نقطة أبعادها صفر, أو في لا مكان . هل من الممكن أن تصبح المادة بدون حجم وبذا تبلغ كثافتها اللانهاية. يدعى هذا الطور من حياة النجم بالثقب الأسود. وقد دعي كذلك لأنه أشبه ببالوعة في الفضاء, فأي جزئ مادي مهما صغر أو كبر حجمه سيكون مصيره الحتمي السقوط إلى ذلك الثقب إذا تجاوز في قربه من الثقب بعداً محدداً يدعى أفق الحدث, ولكل ثقب أسود أفق حدثه الخاص, طبعاً الجسم الواقع في فخ الثقب الأسود يصبح جزءاً منه ولن يتمكن أبداً من العودة. فالكثافة النظرية للمادة داخل الثقب تصل حتى اللانهاية وسرعة الإفلات منه تساوي سرعة الضوء. هكذا لا يستطيع أي جسم أن يغادر الثقب الأسود إذا انجذب إليه. حتى الضوء لا يستطيع الانطلاق للإبلاغ عن وجود ثقب أسود .إذن الثقب الأسود هو حيز من الفضاء لا يمكن اكتشافه حتى لو كان قريباً منا. على الرغم من ذلك استطاع العلماء اكتشاف عدد من الثقوب السوداء بشكل غير مباشر في مجرة درب التبانة التي تنتمي إليها شمسنا. يقع أقرب الثقوب من شمسنا على مسافة 16000 سنة ضوئية , إننا في مأمن. بمعنى من المعاني, من مخاطر الثقوب السوداء. لكن لا توجد أية ضمانة تمنع اقتراب الثقوب السوداء من شمسنا. يعلم الفلكيون بقدوم الثقب الأسود من الأشعة السينية التي يطلقها. علة ذلك أن المادة التي تتسرع نحو الثقب للوقوع فيه تطلق كميات هائلة من الأشعة السينية.
تخرج الأرض عن مدارها جراء اقتراب الثقب الأسود ويترافق ذلك بكوارث طبيعية هائلة. بعد ذلك , تتمزق الأرض تماماً عندما يصبح الثقب الأسود على بعد مليون كيلو متر. يستطيع الجنس البشري الإفادة من الثقوب السوداء لتوليد الطاقة من لا شيء. نفسر ذلك بتكون الجسيمات الوهمية في حوار الثقوب السوداء والتي تتحول بتأثير هذه الثقوب إلى جسيمات حقيقية. هكذا تخسر الثقوب السوداء الطاقة الثقالية بشكل دائم. إنها تؤول إلى التبخر في النهاية.
أشار عنوان هذا البحث إلى إمكانية اختراق ثقب أسود لكوكب الأرض, لا يستطيع أي ثقب أسود من النوع الذي تحدثنا عنه أن يقوم بمثل هذا الاختراق, المقصود هنا هو نوع آخر من الثقوب السوداء هي الثقوب السوداء الأولية. الثقب الأسود الأولي هو جسيم أولي في الأصل: إلكترون مثلاً تعرض إبان ولادة الكون إلى ضغوط شديدة جعلته تحت تأثير قوة جذبه الثقالي الذاتي فقط. هكذا يتحول إلى ثقب أسود أولي, لا تنشد المادة إلى الثقب الأسود الأولي ولا تنجذب نحوه هكذا إذا اقترب ثقب أسود من هذا النوع من الأرض يعجز العلماء عن اكتشافه لأنه لا يطلق أية كمية من الطاقة , يقول العلماء ‘ن كل سنة ضوئية مكعبة واحدة في الكون تضم ثقباً واحداً أولياً في المتوسط. لا نستبعد بالتالي أن يكون أحد هذه الثقوب يتجول بحرية الآن في فضاء المجموعة الشمسية, لن يعلم أحد بوجوده ما لم يصبح على ارتفاع عدة أمتار عن سطح الأرض. يصطدم الثقب الأسود الأولي بالأرض ويعبرها بأقل من خمس دقائق فيمزقها ثم يعبر القمر فيمزقه أيضاً. نظراً لأنه لا يستطيع ابتلاع أي منهما لصغركتلته, تأخذ شظايا الأرض والقمر بالدوران حول الشمس وقد يصبح الثقب بنفسه تابعاً للشمس. هكذا يسدل الستار على الحياة الأرضية بكل بساطة. | |
|